تميزت فترة ما بعد الاستقلال بوضع اقتصادي واجتماعي هشّ، بالإضافة إلى صراع في ظاهره إيديولوجي وباطنه سياسي بين الرئيس الحبيب بورقيبة وبعض قيادات الحزب الحاكم من أنصار الفكر اليوسفي أدّت إلى اغتيال صالح بن يوسف في 1961. تعرف هذه القضية ب "صبّاط الظلام" وهو مكان بالمدينة العتيقة "نهج الباشا" أين يقع اقتياد المعارضين لنظام بورقيبة آنذاك لتعذيبهم، تفيد وقائع القضيّة أنّ 57 شخص من بينهم 7 عسكريّين حوكموا بتهمة الانقلاب على نظام الحكم، ووفقا لإفادة بعض الشهود ممّن مازالوا على قيد الحياة أو ذويهم, أن غاية هذا التّحرّك كانت نبذ السياسة الدكتاتورية التي كان ينتهجها الرئيس السابق والتي إنبنت على إزاحة معارضيه، إضافة إلى إسرافه في الإنفاق ممّا لم يكن يتماشى والوضع الاقتصادي للبلاد بالإضافة لموقفه من حرب بنزرت الّتي جرّ من خلالها البلاد إلى حرب غير متكافئة. ذهب ضحيّتها مئات التونسيّبن. عمليّة الانقلاب لم تصل أبدا إلى مرحلة التنفيذ ولم يتم حتّى الشّروع في جزئيّاتها وإنما كانت مجرّد فكرة تمّت الوشاية بها وأدّت إلى الإطاحة بهم.