انطلاق الجلسة بمناداة القائمين بالحق الشخصي والشهود والمتهمين ثم تقدم رضا البركاتي شقيق نبيل بركاتي ليأخذ الكلمة، حيث أفاد:
مقتل اخي جريمة شنعاء دمرت عائلتي حيث كانت بمثابة قنبلة عنقودية
وسبق أن عبّر رضا بركاتي في جلسة استماع عند لجنة الحقيقة والكرامة عن عدم رغبة العائلة بالحصول على تعويضات مالية وبتمسكهم بكشف ملابسات الجريمة وخاصة التوصل لمعرفة الحقيقة بعيدا عن التشفي وفي اطارمحاكمة عادلة كما جدد رفض العائلة المبدئي لعقوبة الإعدام.
ندد رضا البركاتي بعدم تجاوب المتهمين مع المسار القضائي والقائمين بالحق الشخصي، كما وجّه اصابع الاتهام لكل ادارات واجهزة الدولة لعدم جدية تعاملها مع مختلف قضايا العدالة الانتقالية. واختتم مداخلته بالتنويه أن شقيقه تحت الايقاف رفض التصريح بتفاصيل طباعة المناشير واوصى رفاقه بالاعتراف بكون نبيل بركاتي هو من قام بطباعة المناشير لتفادي الضغوطات والتعذيب، كما أفاد ان رد الاعتبار للشهيد يكون بكشف الحقيقة واحداث متحف باسم الشهيد قرب مكان اغتياله.
كما دونت المحكمة انه تلقى انواع عديدة من التعذيب لكونه شيوعي، حيث كان هدف النظام آنذاك هو القضاء على الشيوعية.
بعد ذلك أخذ الاستاذ توكابري الكلمة عن عائلة الضحية ليؤكد أن هناك تضارب في اقوال المتهمين في كامل اطوار القضية وطلب اعادة استدعاء كل المتهمين وسماعهم ومكافحتهم بالضحايا والشهود وعن الكشف عن وثائق سرية لمسؤولين فيها توصيف لموت نبيل بركاتي ويدعو الى اعادة استماع المتداخلين كوالي الجهة آنذاك عند حدوث الجريمة والاستفسار عن الوثيقة السرية التي فيها توصيف لتفاصيل الاغتيال.
بعد ذلك أخذت محامية أحد المتهمين الكلمة لتؤكد ان منوبها كان عليه تنفيذ التعليمات والتي في حال عدم تنفيذها كان سيتعرض للعزل ولعقوبات أخرى.
سماع المتهم فرحات علبوشي
تم اعلام المتهم المتقدم للمحكمة بالتهم التي يواجهها في قضية نبيل بركاتي: التعذيب والايقاف بدون وجه قانوني
يؤكد المتهم فرحات علبوشي انه ادلى بكل ما لديه من معلومات في هذه القضية منذ الجلسة الاولى لاستماعه. وأفاد انه تلقى اوامر لتعرية نبيل بركاتي في إطار ايقافه تعذيبه باستعمال اسلاك كهربائية وعصي وتم تعليقه بين الكراسي الموجودة في غرفة داخل مركز الامن مما جعله يتألم لمدة طويلة.
يروي المتهم ان أحد الاعوان هدد نبيل بركاتي وقت تعذيبه انه إذا لم يعترف سيبقى لأيام تحت التعذيب وبعد ذلك أغلقت عليه الغرفة. بعد ذلك أكد المتهم انه بعد ساعات من بقائه تحت التعذيب تم فتح الغرفة لمد نبيل بركاتي بوثائق فلم يتم العثور عليه ولوحظ ان باب المطبخ المتاخم للغرفة كان مفتوحا، وحيث تمسك المتهم بهروب نبيل البركاتي من مركز الامن وبحوزته سلاح أحد الاعوان ليتم الاتصال بالمتهم بعد ذلك لإعلامه بالعثور على الجثة.
طلبت رئيسة الدائرة من المتهم توصيف لطريقة تعذيب نبيل بركاتي ومدتها والحضور الامني في مركز الامن طيلة إيقافه وعن طريقة هروب نبيل البركاتي وحول عدم التفطن لفراره، لكن المتهم واصل في تكرار أقواله مما جعل رئيسة الدائرة تذكر المتهم بأن هدف القضية هو كشف الحقيقة ولا غير الحقيقة، لتعيد بعد ذلك طرح نفس الاسئلة للمتهم حول اعتقاله وتعذيب نبيل بركاتي واغتياله
وذكّرت المتهم بان نبيل بركاتي لم ينتحر حيث ان هناك تقرير للشرطة الفنية يؤكد قنص نبيل بركاتي وقد تم طمس البصمات من المسدس.
رئيسة الدائرة تؤكد للمرة الثالثة للمتهم ان لا وجود لفرضية الانتحار وان نبيل بركاتي قُتِلَ وذلك لتعنت المتهم وتمسكه بالرواية ذاتها، حيث أكد المتهم وجود جميع الأعوان بمركز الأمن وأنهم لم يتفطنوا لأي شيء ولم يسمعوا أي صوت، وتبين لاحقا أنهم لم يعثروا على مسدس العون نجيب الوسلاتي.
أفاد المتهم أن طفلا اتصل بمركز الامن للإعلام عن وجود جثة قرب قنوات الصرف الصحي واتضح ان هذه الجثة هي لنبيل بركاتي. ليعيد المتهم السيد فرحات العلبوشي الرواية ذاتها والتي مفادها أن نبيل البركاتي فر من مركز الامن مستوليا على سلاح عون امن. كما يؤكد المتهم انه لم يتسنى له رؤية نبيل بركاتي طيلة ايقافه وتعذيبه لمعاينة حالته البدنية
تذكر رئيسة الدائرة ان نبيل بركاتي كان في حالة بدنية صعبة جراء التعذيب والتعليق لأيام تجعل فراره وتسلقه لجدار مركز الامن غير واقعي.
تمسك المتهم بفرضية الانتحار امام تذكير رئيسة الدائرة باحتجازه بطريقة غير قانونية وبتعذيبه على خلفية انتمائه لحزب سياسي معارض للنظام آنذاك.
بعد ذلك أخذ لسان الدفاع عن نبيل بركاتي الكلمة ليذكر بالتنكيل الذي تعرض له في فترة ايقافه كالسجائر التي تم إطفائها على جسد نبيل بركاتي والاعتداء عليه بالتعليق والصعق الكهربائي وانهياره بدنيا وذهنيا، وان تمسك المتهم بفرضية الانتحار هو طمس للحقيقة في هذه القضية.
بعد ذلك تم رفع الجلسة ليتم الإعلان عن الجلسة القادمة في وقت لاحق.