خلال مرحلة المفاوضات مع المستعمر حول إبرام إتفاقية الإستقلال الداخلي مع فرنسا في 3 جوان 1955، نشب نزاع بين الأمين العام للحزب الدستوري الجديد صالح بن يوسف ورئيس الحزب الحبيب بورقيبة حول إستراتجية إدارة الصراع مع المستعمر وحول مآل إتفاقية الإستقلال الداخلي.
وتطور هذا النزاع لينقسم الحزب إلى شقين ويتطور إلى ما يشبه حرب الأهلية عرفت عديد الضحايا.
تبادلا الطرفين الإتهامات بمحاولة القتل وإنتهى الأمر إلى إتخاذ قرار فصل صالح بن يوسف من الحزب في مؤتمر صفاقس 1955 وصدور أمر بإلقا القبض عليه مما جعله للهجرة إلى جمهورية مصر في نفس السنة.
تمت محاكمته غيابيا من محكة القضاء العليا وتم إصدار حكمين بالإعدام في 24/1/1957 و 2/11/1958 وفي سنة 1961 إنتقل صالح بن يوسف صحبة عائلته (زوجته وإبنيه) للعيش في ألمانيا بغاية العلاج.
يوم 2 مارس 1961 في إطار البحث عن حل للخلاف بين صالح بن يوسف والحبيب بورقيبة تم تنظيم لقاء بينهما بقاعة النزل الذي يقيم فيه حبيب بورقيبة بسويسرا وذلك بسعي من هذا الأخير وبتنسيق من بشير زرق العيون حضره الأخير وكل من وسيلة بن عمارة، علالة العويتي، توفيق الترجمان سفير تونس ببارن، عمر الشادلي الطبيب الخاص للرئيس وعناصر من الأمن السويسري بطلب من صالح بن يوسف ضمانا لسلامته.
إلا أن النقاش إحتد وتواصل تبادل التهم بين الطرفين وتم طرد صالح بن يوسف من القاعة.
وحسب نفس التقرير فإن قرار تصفية صالح قد تم إتخاذه بإيعاز من الحبيب بورقيبة وبعلم من وزير الداخلية الطيب المهيري وتم تكليف فريق بقيادة بشير زرق العيون قائد الحرس الر\اسي ورئيس ديوان رئيس الجمهورية وعضو مجلس الأمة.
يوم 12 أوت 1961 تم إغتيال صالح بن يوسف في غرفة بنزل رويال بفرانكفورت.