أعلنت هيئة الحقيقة والكرامة الجمعة 13 أفريل 2018 أنها أحالت ملفّ الشهيد رشيد الشماخي للدائرة القضائية المختصّة في العدالة الانتقالية بنابل، وأضافت أن الملف الذي يتضمن انتهاكات القتل العمد والتعذيب المؤدي للموت، يضمّ لائحة بـ33 متهمّا بينهم وزراء سابقين. وسبق وإن عرضت الهيئة شهادة قاسم الشماخي شقيق الشهيد في جلسة الاستماع العلنية بتاريخ 18 نوفمبر 2016. اقتحم أعوان الحرس الوطني بنابل محل سكنى والدي رشيد الشماخي يوم 23 أكتوبر 1991 وذلك حوالي الحادثة عشر ليلًا، وكان ينعتون المتواجدين بالقول "إرهابيين، احنا اعطانا الزين مسدس باش نقتلوا رشيد"، وذلك وفق جذاذة الضحية التي نشرتها هيئة الحقيقة والكرامة قبل سنة ونصف. وفي ظل عدم وجود الشماخي بالمنزل، تم وضع المسدس على رأس والدته بتهديدها بالقتل واصطحاب زوجته رغمًا عنها لمركز الحرس الوطني بسليمان حيث تم تهديدها بالاغتصاب لإجبارها على ارشادهم على مكان إقامة شقيقات زوجها وأقاربه. وقد استطاع الأمن معرفة مكان اختباء الضحية وتمت مداهمة منزل شقيقته أن قبضوا عليه واقتادوه الى مقر فرقة الأبحاث والتفتيش بنابل في اليوم الموالي أي 24 أكتوبر1991. وقد أفاد شهود، وفق هيئة الحقيقة والكرامة، أنه تم ادخال الشماخي إلى مكتب رئيس الفرقة حيث أُجبر رشيد على نزع كل ملابسه، وتم تعذيبه عبر ركله بطريقة هستيرية في انحاء متفرقة من جسمه وكانت الدماء تسيل من فمه، ثم تولوا بعد ذلك تعليقه في وضع "الدجاجة المصلية"، وتم إدخال عصا في شرج الضحية ثم تم إدخال قضيب حديدي، وقد شاهد أحد الشهود عظام اليد اليسرى للهالك بارزة بسبب الضغط على القيد الحديدي وتحول لون اليد الى الزرقة الشديدة. كانت الصورة مرعبة لأبعد الحدود، حيث تضيف رواية مقتل الشهيد أنه تم تعليقه بسقف الغرفة، وأكد الشهود أنه تم تعريضه للتعذيب الشديد مدة ثلاثة أيام متواصلة مع منع الأكل والشرب، كما كانوا ينزعون ملابسه مع تغليل يديه. وقد كان أحد الأمنيين يمسك في يده قطعة من الحديد وشد إلى طرفها خرقة سكب عليها مادة الايتير الحارق، ويدخل تلك العصا في شرج الضحية ويخرجها عديد المرات وسط تقاطر الدماء، ولكن كذلك وسط ضحك الأعوان. وتضيف هيئة الحقيقة والكرامة أن أحد الشهود عاين إدخال نفس الأمني سلكًا في ثقب ذكر الهالك حتى يدميه وكانوا يرددون "والله لما نخصوكم"، كما شاهد عظام اليد بائنة في مكان القيد وشاهد اثار الحرق بالسجائر في أماكن مختلفة من جسم الضحية. ويُروى أن آخر لحظات موته، توجه الشماخي إلى المرحاض حيث سقط ليتم سحبه ولفّه بغطاء ونقله إلى المستشفى الجهوي بنابل في حالة صحية متردية وتسجيله باسم مستعار هو خالد بن علي، ثم تم توجيهه الى مستشفى الطاهر المعموري أين توفي بعد أقل من 5 دقائق من وصوله يوم 27 أكتوبر 1991. بدأت السلطة في إخفاء معالم الجريمة منذ ساعة مقتل رشيد الشماخي، إذ لم يتم إعلام عائلة الضحية بالوفاة يومها. وكان قد قام الطبيب بالمستشفى في البداية بإعداد تقرير حول الأسباب الحقيقية للوفاة. ويتحدث شقيق الضحية في شهادته أن رئيس فرقة الحرس عبد الفتاح الأديب طلب تعديل التقرير ولكن الطبيب رفض ذلك، فتم تسخير طبيب آخر انتهى بتقريره أن الضحية توفي نتيجة اصابته بمرض البوصفير. الشهادة العلنية لشقيق الضحية، قاسم الشماخي لدى هيئة الحقيقة والكرامة: [embed]https://www.youtube.com/watch?v=aM77OS6Xioc[/embed]