في سنة 1991 ، نفّذ النظام حملة اعتقالات واسعة ، طالت بشكل خاص نشطاء الحركة الإسلامية وأنصارها الذين تعرضوا للاعتقال التعسفي والتعذيب وحتى القتل في بعض الحالات. عبد الواحد العبيدلي، وليد منطقة "برقو" بولاية سليانة ، كان طالبًا في المدرسة العليا بسوسة وعضوًا في الاتحاد العام التونسي للطلبة UGTE. وكان قد اعتقل مع اثنين من أصدقائه في 15 جوان 1991 في مدينة سوسة، وتمّ اقتداؤهما إلى مقر اقليم الأمن الوطني أين تعرّض العبيدلي للتعذيب على أيدي رجال الأمن ولواء المخابرات لمدة 4 أيام قبل أن يلفظ أنفاسه في 19 جوان 1991. وقد قام الأعوان للتغطية على آثار التعذيب والسبب الحقيقي للوفاة بدهس جسد الضحية بالسيارة، وأطلقوا عليه رصاصة. ولم يتم الإعلان عن وفاة الضحية لأسرته إلاّ في 10 جويلية 1991 من قبل شرطة منطقة سليانة ، دون أي إشارة إلى سبب الوفاة. وعند تسلّم الجثة، عثرت عائلته على آثار تعذيب في جميع أنحاء جسده، ولم تتمكن أسرة الضحية من تسلمّ شهادة الوفاة حتى سنة 2014.